تحميل كتاب لا تقتلوا يوسف pdf تأليف وليد عمرو

في ظل هذا الواقع المرير الذي يحياه المسلمون اليوم، حيث اشتداد المحن والابتلاءات، واستعلاء الباطل على الحق، وتطاول أقذاء البشر، وأقزام الأمم على أبناء خير أمة أخرجت للناس، ففي خضم هذه الأحداث الجسام كان لا بد من لفت أنظار المؤمنين الصابرين على البلاء، المتلمسين لأسباب الفرج من الكربات، والخلاص من الشدائد والنكبات إلى النماذج القرآنية الواقعية، والمتمثلة بين أيدينا في سورة يوسف المباركة؛ لاستنهاض هممهم وشحذ عزائمهم، وإعادة بناء شخصيتهم المسلمة، وذلك من خلال المنهج الرباني القويم منهج الصابرين، الذي تمسك به المسلمون الأولون، فمكن الله لهم في الأرض.

سورة يوسف من السور الكريمة التي تشع نورا وضياء، وكثيرا ما طرقت مسامعنا حينما جودها المجودون، وتلاها القارئون، ففاضت الأعين من الدمع عند سماعها، وكانت ملاذا لكل الحزانى والمكروبين، ترسم البسمة على شفاههم، وتبعث الأمل في قلوبهم، وتمسح الدمعة عن خدودهم، وتفتح الآفاق بعظاتها أمام كل إنسان ليعود غانما بفوائدها، رابحا بهديها، لذا عمدت أن أبحر في تدبر آياتها، وتأمل معانيها، واكتشاف بعضا من لآلئها وكنوزها.